الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خبراء يكشفون الآليات والطرق لضرب الفكر الداعشي ومنعه من التوغّل في تونس

نشر في  25 فيفري 2015  (11:34)

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الخطر الداعشي القادم الى تونس، خاصة بعد الأحداث الدامية التي عاشتها ليبيا وتحديدا بعد مقتل الأقباط المصريين، خوف تراه بعض الاطراف في محلّه في حين يرى آخرون أن انتصاب تنظيم الدولة الاسلامية في تونس أمر مستبعد، وأما السؤال الأهم ففحواه: ماذا أعدت تونس للتصدي ومجابهة ومقاومة هذا الخطر، وماهي الحلول العملية والعاجلة لذلك؟
سؤال وجّهناه الى النقابي الأمني عصام الدردوري والى العقيد المتقاعد مختار بن نصر والى الخبير الأمني مازن الشريف، فاقترح كل واحد منهم جملة من الحلول نوردها عليكم...

عصام الدردوري: لا يجب أن يلهينا داعش عن خطر هؤلاء

في البداية أكد رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن عصام الدردوري أنه لا يجب أن نقع في فخ خطأ ايجاد حلول للتوقي والتصدي لمخاطر التنظيم الداعشي بمعزل عن باقي التنظيمات الارهابية سواء الناشطة على المستوى الوطني والاقليمي أو حتى الدولي، وأضاف محدثنا أن ما يسمى بتنظيم داعش له ارتباطات عنقودية متفرعة وإن يختلف في الآليات التي تمكنه من تحقيق أهدافه الارهابية عن عديد التنظيمات الارهابية الأخرى الناشطة فإنه يلتقي معها في نقطة مركزية ومفصلية وهي اسقاط الدولة المدنية بمؤسساتها وقوانينها الوضعية والتي تعتبر في معتقداتهم الجهادية من علامات الكفر والعمالة للغرب المعادي للاسلام وتعويضها بقوانين مستمدة من الشريعة واقامة دولة الخلافة وتأسيس مؤسسات يكون مرجعها ظاهريا مصدري الشريعة من كتاب وسنة، وباطنيا اخراج الأحاديث والآيات النبوية عن سياقها وتوظيفها بشكل يتماشى ومشروعها ..
وأضاف رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن أن اراقة الدماء واشاعة الفوضى هو غاية جلّ الجماعات الارهابية، مؤكدا أن ما جعل من تنظيم داعش الاكثر تداولا على المستوى الاعلامي والدراسي والاكثر اثارة للخوف والرعب هو الطابع الدموي الفاحش الذي ميّزه، مشيرا الى أن أولى طرق تجنّب مخاطر هذا التنظيم القادم من ليبيا وكذلك من العناصر التي تعيش بيننا والعناصر التي تتهيأ للعودة من بؤر التوتر هي :
ـ تدعيم الوجود الأمني والعسكري على مستوى الشريط الحدودي خاصة مع القطر الليبي والرفع  من درجة اليقظة والانتباه وتنشيط المنظومة المعلوماتية وتحسيس المواطن بالدور الهام الذي يلعبه للتصدي لهذا الخطر الداهم، والعمل على تطوير ترسانة الأسلحة التي يجب تركيزها على الشريط الحدودي  
ـ التعامل الجدّي مع كل المعلومات الواردة والتي هي في علاقة بهذا التنظيم وغيره وتفكيكها وتحليلها مع ضمان السرعة في ذلك .
ـ تفعيل دور الأئمة في المساجد بترويج قيم الاسلام المعتدل داخل المساجد والتكثيف من الخطب التي تنبذ العنف والتطرف من منطلق الواعز الديني، وعلى وزارة الشؤون الدينية أن تلعب هذا الدور بشكل جدّي.
ـ الخطر الداعشي هو فكر تطرفي أصولي ومعالجته تتطلب كذلك التكثيف من الدروس التربوية لقطع الطريق أمام محاولة استقطاب الشباب التلمذي والطلابي .
ـ لا بدّ من متابعة ومراقبة تحركات العائدين من سوريا، وتقديم من يثبت تورطه في اراقة الدماء الى المحاكمة العادلة.
ـ من الضروري التفكير جدّيا في وضع برنامج متكامل لتأهيل العناصر التي تم منعها من التوجه لبؤر التوتر أو العناصر العائدة منها واعادة ادماجهم في المجتمع التونسي باشراك مختصين في علم النفس والاجتماع ورجال الدين المعتدلين.
مزيد التدعيم والترفيع من التنسيق الأمني على مستوى تبادل المعلومات بين الأجهزة الامنية التونسية والأجهزة الأمنية لبلدان الجوار وتكثيف التعاون كذلك مع بقية الدول التي تربطبنا بها علاقات التعاون الأمني .
وختم الدردوري مقترحاته بالتأكيد على أن وزارة الداخلية أصبحت تملك بيانات مهمة لهذه العناصر الارهابية سواء الناشطة خارج تونس أو داخلها وهو ما سيسهّل حسب تعبيره في المهام الموكلة للفرق المختصة لمتابعة تحركات هذه العناصر.

مختار بن نصر: ضرب التطرف ماديا ومعنويا

بيّن العميد السابق في الجيش الوطني مختار بن نصر أن الخطر الداعشي له أسبابه الموضوعية، وتوغلّه مرتبط بتوفّر عديد الظروف الملائمة لانتصابه على غرار ضعف الدولة وعدم وجود جيش وأمن وبنية اجتماعية تطغى عليه القبلية أو الصراع الطائفي اضافة الى انتشار السلاح، مؤكدا أن كل هذه الظرف غير متوفرة في تونس وهو ما يجعل بلادنا متحصنة من الخطر الداعشي، مؤكدا أن المجتمع التونسي واع اضافة الى وجود مجتمع مدني يقظ وجيش فاعل وأمن قوّي وجمهورية قائمة والأهم هو غياب أي شكل من أشكال الصراع الطائفي أو القبائلي ..
وطالب العميد بن نصر أن الشعب التونسي مطالب في مرحلة أولى بتقليل استعمال عبارة داعش وارهاب، مضيفا أنه توجد استراتيجية للتصدي لهذا الخطر عبر أعمال حينية وأخرى على المدى الطويل، فأما الحينية فتتمثل في العمل العسكري والأمني الميداني وجمع المعلومات وتحديدها  والسعي الى التصدّي للعدّو في الأماكن الموجود فيها، مؤكدا أن التصدي يجب أن يكون بالسلاح .
أما الحلول على المدى الطويل فأفادنا محدثنا أنها تتمثل في العمل التثقيفي ومراجعة البرامج الدراسية وبث خطاب توعوي والعمل على تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي وتوفير ظروف التنمية العادلة بين أبناء الشعب.
ومن الحلول الأخرى التي اقترحها العميد ضرب كل أسباب التطرف الفكري والديني، والسيطرة على حرب الشبكات من مواقع اجتماعية وأنترنات، اضافة الى السيطرة على رياض الأطفال والجوامع، مضيفا أن السيطرة على هذه الأماكن تحديدا من شأنها أن تخدم مشروع مجتمعي بأكمله.

مازن الشريف: من الضروري تفعيل قانون الارهاب وهذه الاجراءات

 أوضح الخبير الأمني ومسؤول قسم الاستشراف ومكافحة الإرهاب في المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل مازن الشريف أن مجابهة الخطر الداعشي والتصدي له يكون أولا باستعمال وتفعيل قانون مكافحة الارهاب واتمامه، وشدّد على ضرورة تعديله التعديلات المناسبة .
ومن الحلول الأخرى التي اقترحها الدكتور مازن الشريف تأسيس لجنة تفكير استراتيجي وبعث خطة استراتيجية يقع تفعيلها بين الوحدات العسكرية والأمنية وخبراء مع ضرورة وجود تنسيقية مباشرة مع الجزائر.
وطالب بأهمية المراجعة المباشرة للأوضاع في المناطق الحدودية ودعم الوحدات لوجيستيا، اضافة الى تفكيك بقية الخلايا النائمة
وأكد مازن الشريف أن هذه المرحلة تتطلب التصرف بذكاء ديبلوماسي مع أهمية توفير الدعم اللوجيستي والمادي لكل من الوحدات الأمنية والعسكرية .
وأفادنا مازن الشريف أن تنظيم الدولة الاسلامية غير موجود في تونس، مستدركا أنه لا فرق بين هذا التنظيم وبين كتيبة عقبة بن نافع وأن الفرق الوحيد بينهما في الامكانات، كما بيّن محدثنا ان داعش لا يمكن لها دخول تونس وذلك لأن كل المعطيات الدولية والاستراتيجية لا تسمح لهذا التنظيم بالانتصاب في تونس.

إعداد:سناء الماجري